قضايا المجتمعمنوعات تعليمية

تعرف على أسباب العنف، أنواعه ونتائجه وطرق منعه

إن العنف أحد المظاهر المشينة بحق الإنسانية، إن كان عنف جسدي أو عنف لفظي أو نفسي. وإن مسؤولية وقف العنف هي مسؤولية تقع على عاتقنا جميعاُ. حيث أنه من حق الجميع أن يعيشوا حياة آمنة مطمئنة يسودها السلام والتعاطف والدعم. لذا تعرف معنا أكثر عن العنف اسبابه واضراره وطرق منعه في هذا المقال.

مفهوم العنف

العنف، هو فعل من أفعال القوة الجسدية التي تسبب أو تهدف إلى التسبب في الأذى أو الضرر. قد يكون الأذى الناجم عن العنف بدنياً أو نفسيًا أو كليهما.

للأسف فإن سلوك العنف هو سلوك شائع نسبياً بين أفراد الجنس البشري. وهو غير محدد بعمر معين فأي شخص في أي فئة عمرية يمكن أن يكون عنيفاً، على الرغم من أن المراهقين والشباب هم الأكثر عرضة للقيام بأعمال عنيفة. إن للعنف عدد من الآثار السلبية على من يشهده أو يتعرض له، والأطفال معرضون بشكل خاص للأذى الناتج عن العنف.

أنواع العنف

يمكن تصنيف العنف بأكثر من طريقة. حيث تنقسم الجرائم العنيفة عادةً إلى أربع فئات رئيسية، وفقاً لطبيعة السلوك:

  • القتل (سلب روح أحد ما من قبل شخص آخر)
  • الاعتداء (التعنيف الجسدي لشخص ما)
  • السرقة (أخذ ممتلكات شخص ما عنوة)
  • الاغتصاب (علاقة جنسية قسرية مع شخص ما)

يمكن تصنيف العنف أيضًا وفقًا لدوافعه. ينطوي العنف العاطفي (رد الفعل) عادةً على التعبير عن الغضب والتي تنشأ بسبب استفزاز مقصود أو غير مقصود من قبل المعنَّف.

أما العنف المتعمّد، يتم التخطيط له بشكل أكبر وغالبا ما يتم تنفيذه من أجل مقابل ما.

كما أن هناك طريقة أخرى لتصنيف السلوك العنيف تنطوي على التمييز بين العنف المتعمد والعاطفي. حيث أن العنف المتعمّد ينطوي على أعمال عنيفة. أما العنف العاطفي أكثر عفوية وغير مخطط له.

العنف اسبابه واضراره

أسباب العنف

إن العنف متعدد العوامل، مما يعني أنه لا يوجد عامل واحد مسؤول عن السلوك العنيف. بل إن الأسباب التي تؤدي إلى العنف تنتج عن مجموعة من العوامل، بما في ذلك العوامل الناشئة في بيئة المجتمع المحيط بالفرد أو ثقافة ذلك المجتمع والعائلة الحاضنة للشخص العنيف. حيث درس الباحثون عوامل متعددة داخل شخص ما قد تسهم في العنف، بما في ذلك المورثات، تشوهات كيميائية عصبية (كمستويات هرمون التستوستيرون العالية)، وصفات الشخصية (كعدم التعاطف مع الآخرين)، عجز في فهم وتحليل المعلومات (كالميل إلى الاعتقاد بأن تصرفات الآخرين معادية ومستفزة)، والتعرض للمعاملة السيئة أو الإهمال في الطفولة.

اقرأ أيضاً:

آثار العنف

بغض النظر عن سببه، فإن للعنف تأثير سلبي على من يشهده أو يتعرض له. يمكن أن يتسبب العنف في إصابة جسدية وكذلك أذى نفسي. حيث ترتبط العديد من الاضطرابات النفسية، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة واضطراب الشخصية، بالتعرض للعنف أو مشاهدته.

أما الأعراض النفسية الأخرى، مثل الاكتئاب والقلق وتقلب المزاج (الاضطراب الثنائي القطب)، شائعة في ضحايا العنف.

يبدو أن الأطفال معرضون بشكل خاص للآثار السلبية للعنف. حيث أن الأطفال الذين يتعرضون للعنف أو يشهدونه قد يصابون بالعديد من المشاكل والاضطرابات منها، التوتر والاكتئاب والقلق والخوف والغضب وعدم القدرة على التحكم بالغضب وضعف المهارات الاجتماعية والكذب والتلاعب بالآخرين والاندفاع وعدم التعاطف.

كما توضح هذه الأمثلة، قد تكون ردة فعل بعض الأطفال للعنف “داخلية”، مثل تعزيز شعورهم بالخوف والقلق والاكتئاب، بينما قد يكون رد فعل آخرون “خارجية”، مثل الغضب والتصرف في صورة معادية للمجتمع. على الرغم من أن بعض آثار العنف قد تظهر بوضوح خلال الطفولة، إلا أن البعض الآخر قد لا يظهر حتى يصبح الشخص راشد.

كما أن التعرض للعنف قد يحرّض السلوك العنيف لدى الأطفال. حيث وضحت الدراسات بأن الأطفال يقلدون السلوكيات العنيفة، خاصةً إذا كانوا قد شاهدوا تلك الأعمال يقوم بها أشخاص بالغون يثقون بهم مثل آبائهم. كما يقلد الأطفال العنف الذي يظهر على التلفزيون وفي وسائل الإعلام بشكل عام.

إن أولئك الذين يشاهدون الكثير من العنف في وسائل الإعلام هم أكثر عرضة من غيرهم من الأطفال لأن يصبحوا بالغين عنيفين. خصوصاً إذا كان الطفل يعتقد أن العنف الإعلامي يمثل حقيقة واقعة.

منع العنف

لأن الميل إلى التصرف بعنف يتطور أثناء الطفولة، فإن معظم برامج الوقاية تستهدف الشباب. تعتمد العديد من هذه البرامج على المدارس، على الرغم من أن بعضها يشمل الأسرة أو المجتمع. أنجح برامج منع العنف هي تلك البرامج التي تستهدف جميع الأطفال، وليس فقط أولئك الذين يعتبرون معرضين لخطر العنف. بالإضافة إلى ذلك، تم تحقيق أكبر قدر من النجاح في البرامج المدرسية مع المعلمين والبرامج الملتزمين والمشاركين التي تتضمن تدريب أولياء الأمور.

تم تطوير مجموعة متنوعة من البرامج لتقليل أو منع العنف و العنف اسبابه واضراره في الأفراد الذين أظهروا بالفعل ميلًا نحو العنف. على سبيل المثال، يحاول عدد من البرامج القائمة على السجن تقليل احتمالية إعادة التوفيق بين المجرمين العنيفين وغير العنيفين. مثل هذه البرامج غالبا ما تنطوي على مجموعة متنوعة من المكونات. قد يتلقى الجناة العنيفون تدريبات لتحسين مهارات الأبوة والأمومة وغيرها من العلاقات.

قد يتم تضمين عنصر الصحة العقلية، مثل العلاج من تعاطي المخدرات. والتدريب المهني هو عنصر آخر شائع في برامج الوقاية من السجن. في بعض الأحيان، قد يتم استخدام الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو حاصرات بيتا أو البنزوديازيبينات بالإضافة إلى طرق أخرى. بشكل عام، أنجح البرامج لمنع العنف هي تلك البرامج التي تؤثر على التغيرات السلوكية.

إن كل إنسان منا مسؤول ويجب عليه محاولة وقف العنف بأي طريقة، ابتداء من معرفة العنف اسبابه واضراره وانتهاءً بالقيام بإجراءات تنفيذية وداعمة لذلك. شاركنا رأيك بالتعليقات.

المصدر

هبة الله الدالي

مهندسة طاقة كهربائية، ومحررة، وكاتبة محتوى إبداعي ومتوافق مع محركات البحث في جميع التخصصات.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى